يوميات نص الليل - مصطفى محمود

    حينما كنا أطفالا كانت الدنيا تبدو في عيوننا متحفا رائعا مليئا بأشياء غريبة مذهلة ودهشة..وكنا لا نكف عن الدهشة كلما وقعت عيوننا
    تحميل يوميات نص الليل لمصطفى محمود
    على شيء.. ولا نكف عن السؤال.. ولا نكف عن الفضول.. ولا تشبعنا إجابة.. إذا قالوا لنا هذه شجرة..عدنا نسأل بكل براءة.. وما الشجرة.. فيقولون لنا.. نبات أخضر.. وما النبات الأخضر.. نبات له جذور وفروع وأوراق.. وما الجذر وما الفروع وما الأوراق..مثل الأرجل والسيقان.. وما الأرجل والسيقان.. قوائم مثل قوائم الكرسي.. وما الكرسي..آلاف الأسئلة.. ولا نهاية.. ولا شبع.. ولا جواب يشفي غليل العقل المتطلع إلى الحقيقة.. ولا كلمة تحمل لنا مدلولا.. كلها كلمات فارغة بلا معنى..
    ونحن حينما نتذكر هذه الأسئلة الآن وبعد أن كبرنا يخيل إلينا أنها كانت إلحافا تافها.. ولجاجة سمجة..
    والحقيقة أنها لم تكن ابدا إلحاحا تافها.. وإنما كانت اكتشافا خطيرا..
    لقد اكتشفنا بها إفلاس اللغة.. فما اللغة إلا مجموعة حروف وإشارات مثل إشارات مورس التلغرافية ليس فيها صدق غير الصدق الاصطلاحي الذي اصطلحنا عليه.. كل الكلمات ليست سوى اصطلاحات مرغمة على دلالات بريئة منها.. مجرد بطاقات كبطاقات التسعيرة قابلة للاستبدال من بلد إلى بلد ومن لغة إلى لغة ومن زمن إلى زمن.. أما الحقيقة ذاتها فهي بلا اسم..

    الفهرس :

    الطفل العميق
    مرحبا بالخوف
    الشر
    مناقشة
    شكوك في محلها
    السر
    المعجزة
    سر الجمال
    أنشودة الإنسان
    هذيان ليلة صيف
    أ - ب الحرية
    القنبلة الخضراء
    قبل الإعدام
    الغرور
    سر الحياة

    ضع تعليق

سياسة الخصوصية | اتصل بنا | copyright 2013 © 2014 مجرة الكتب